بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين القائل في محكم التنزيل (وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُون) والصلاة والسلام على نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم القائل (من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهل الله له به طريقًا إلى الجنة) أما بعد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم في الله قدور مصطفى القاسم من مواليد معرتحرمة1982 متزوج ولدي 5 اطفال
ولدت في قرية النقير عام 1982 لأسرة فقيرة تجني قوتها من العمل في الأراضي الزراعية كأُجراء لدى مُلّاك الأراضي
درست الثانوية في بلدة معرتحرمة ومن ثم درست في كلية الهندسة البتروكيماوية في حمص ومن ثم عُيّنت كمدرس في المعهد التقاني للصناعات التطبيقية في حلب
نقطة تحول
مع انطلاق الثورة السورية المباركة التحقت في صفوفها وخرجت في المظاهرات الداعية لإسقاط النظام المجرم وخوفًا من ملاحقة فروع الأمن لي قررت أن أترك عملي في حلب وكان ذلك عام 2012 وبدأت بتعلم تلاوة القرآن الكريم ومن ثم تعليمه علّني أحصل على الخيرية التي وعد بها رسول الله صلى الله عليه وسلم
فرصة ذهبية
لطالما استشعرت وأنا أتلو آيات من القرآن الكريم أهمية طلب العلم الشرعي فكنت دائمًا توّاقًا لذلك فحاولت أن أتعلم ضمن حلقات العلم في المساجد وكثيرًا ما كانت تتجاذبني الآراء المختلفة في بعض النقاشات وما أكثرها دون أن أمتلك ما أستطيع من خلاله أن أقبل هذا الكلام أو أرفضه وقد يصل الأمر في بعض النقاشات إلى حد التكفير فقررت الالتحاق بدورة شرعية مغلقة في بلدة خان السبل لمدة شهرين وحصلت ولله الحمد على المرتبة الأولى ولم يرو ذلك شغفي لتعلم العلم الشرعي لقناعتي أنه يحتاج إلى الالتحاق بمعهد شرعي متخصص ولاحت لي فرصة ذهبية بعد افتتاح معهد مكة للعلوم الشرعية فرعًا له في بلدة معرتحرمة فسارعت للتسجيل فيه عام 2016 هذا المعهد الذي تختصره رؤية مفادها “جيل يبني أمة” وما أجملها من رؤية ,
درست في هذا المعهد على أيدي أساتذة أفاضل وصل عدد المواد التي درستها فيه إلى 34 مادة تقدم مطبوعة وبشكل مجاني للطلبة كما أن الدراسة مجانية , وعلى الرغم من ضيق الوقت بسبب الالتزام بعمل لكسب قوتي وقوت عيالي إلا أنني حرصت على الالتزام التام بالحضور في أيام الدوام , وقد أكرمني الله عز وجل بالحصول على المرتبة الأولى في هذا المعهد المبارك وقد تميز هذا المعهد بخطة دراسية تراعي الحاجات الشرعية لطالب العلم في وقتنا الراهن، وتميز أيضًا بمواد أكاديمية وامتحانات تقيس مستوى الحفظ والفهم لدى الطالب على خلاف الدورات الشرعية المختصرة ، وبعد تخرجي من هذا المعهد ترسخت لدي قناعة مفادها أن مجال العلم الشرعي مجال ضخم وعميق بٌذل له الغالي والنفيس حتى وصل إلينا بهذه الصورة ومن الصعب الإحاطة به في عامين لذا أطمح بإكمال دراستي الشرعية علّني أدمج بين علم الهندسة والعلم الشرعي والعلم الإداري للوصول إلى شخصية مسلمة قادرة على تحصين نفسها وخدمة دينها وأمتها .
وفي الختام أسأل الله تبارك وتعالى أن يجزي القائمين على معهد مكة للعلوم الشرعية خير الجزاء كما نسأله تعالى أن يرزقنا وإياكم الإخلاص والاستقامة والسداد في القول والعمل وصلى الله على سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
قدور القاسم