معهد مكة المكرمة للعلوم الشرعية ـ فرع حماة

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأزكى التسليم على نبينا الأكرم سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

لا يخفى على أحد ما تعرضت له سويا في ثمان سنوات من آلام وهموم ومآس، كما لا يخفى ما تعرّض له القطاع التعليمي من ضررٍ بالغٍ ونقصٍ في إعداد الكفاءات التي هي أساس البناء والتطوير والتنمية، ولذلك كان من المهمّ جداً الاهتمام بإنشاء المؤسسات التعلمية التي تعنى بجانب إعداد الكوادر ورفد الشباب بالنظم المعرفية الضرورية التي تنمي قدراتهم وتقوّم تفكيرهم وتنهض بحالهم وتقدم لهم الدعم العلمي الشرعي والتربوي، فأراد معهد مكة المكرمة للعلوم الشرعية أن يسدّ هذا الثغر، فعمل على افتتاح فرعٍ للمعهد في ريف حماة.

وإننا الآن في معهد مكة فرع حماة على أعتاب تخريج الدفعة الثانية التي أتمت برنامج الدبلوم الذي استمرت دراسته عامين رداسيين، وقد تضمن هذان العامن (35) مقرراً دراسياً في العلوم الشرعية والتربوية، مع العلم أنّ فرع حماة قد تأسس في العام الدراسي (1437، 1438 هـ)، الموافق (2016، 2017م).

وقد انتسب للمعهد في عامه الأول ما يقارب (120) طالباً وطالبة، وقد تخرج منهم في نهاية العام الدراسي (2017، 2018م)  قرابة (50) بالمئة من عدد المسجلين، الكثير من هؤلاء الطلاب وجدوا في فرع حماة ما يشبع رغبتهم في التحصيل والدراسة ويحقق حلمهم في ذلك، ذلك أنّ منطقة ريف حماة المحرر كانت تفتقر إلى المؤسسات التعليمية الأكاديمية، لذلك كان في الطلاب من هو متقدم في السن، وفي الطالبات ربّات البيوت والأمهات.

وقد رافق العام الذي انطلق فيه المعهد الكثير من العقبات والصعوبات المتمثلة بهجمات النظام على مناطق ريف حماة وإدلب، وتعرض البلدة التي يوجد فيها المعهد لغارات متعددة من الطيران الحربي، مما اضطرنا لتغيير مكان المعهد مراتٍ متعددة، ورغم قساوة الظروف وشدتها لمسنا من طلاب وطالبات المعهد حرصاً كبيراً على الاستمرار في الدراسة ومتابعة التحصيل، فرافقونا في تنقلاتنا، وصبروا على ما تتعرض له المنطقة من تصعيدٍ وعنفٍ، رغم أن التجمعات البشرية وخاصة في المؤسسات التعليمية كانت هدفاً مميزاً لهجمات الطيران الحربي.

وقد حرصت إدارة الفرع على أن يكون الكادر التدريسي في الفرع من أهل الاختصاص الأكاديمي، من حملة الدكتوراه والماجستير في التخصص الشرعي والتربوي، ومن حملة الإجازة ممن عرفوا بالخبرة والتبحر العلمي.