قصة طالب .. بقلم الطالبة شيماء الأحمد

(ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ﴾

_ من طلب العلم فقد بايع الله عز وجل.

#ابن عيينة

مذكراتي في معهد مكة

انتسبت إلى الثانوية الشرعية للبنات في مدينتي متنقلة بين السنوات وعيني على كلية الشريعة التي أدرس فيها اليوم لأصل إليها لكن ….. تجري الرياح بما لا تشتهي السفن ففي الوقت الذي كنا نعد أنفسنا لامتحانات البكالوريا حصل ما لم يخطر على بالي … نعم حصل ما لم يخطر على بالي، لقد احتل تنظيم الدولة المدينة وحول المدارس لثكنات عسكرية لتتوقف الحياة العلمية في المدينة الطيبة، وتنتشر ثقافة الغلو والتطرف والقتل والتدمير, وتمضي الأيام ثقيلة بطيئة، ويأذن الله بزوالهم بعد سنوات أربعة, لتتجدد عندي فكرة المتابعة التي لم تغادرني يوما، ويقول لي صوت في داخلي: نعم لقد آن الأوان ….. وما يزال في العمر بقية, جددت العزيمة وصححت النية مستعينة بالله عزوجل، نلت الشهادة الثانوية عام 2018م وبدأت مسيرة البحث عن مكان أتابع فيه الطلب لأحقق حلما طالما تأخر تحقيقه وبدأت أبحث عن كلية للشريعة لأصطدم بصخرات الواقع , شهادة غير معترف بها, مكان بعيد جدا, رسوم مرتفعة, وغيرها إلى أن وصلني خبر افتتاح معهد مكة المكرمة للعلوم الشرعية عن طريق صديقة لي, تجدد الأمل في داخلي ….. استشرت أهلي ووافقوا فورا لما يعرفون من حرصي وطول انتظاري لمثل هذه اللحظة, تواصلت مع مدير فرع أعزاز الأستاذ “محمد نجيب بنَّان” أسأله عن المطلوب فأخبرني أنها أوراق بسيطة ومقابلة شفهية مع لجنة تقرر المقبولين وتعتذر من البقية، ثم حان موعد المقابلة، وزادت نبضات قلبي لكن والدي الذي كنت بصحبته كان يهدئ من روعي ثم تلاشى الخوف وحلت مكانه الطمأنينة مع بداية طرح الأسئلة والتي كانت تحتوي على مجموعة من الأسئلة الشرعية والسياسية، مع اختبار لقراءة القرآن وجودة الخط، انتهت المقابلة ومر الوقت بطيئا وأنا أنتظر النتائج, ثم ظهرت النتائج بعد أيام قليلة فحمدت الله حيث كان اسمي في جداول المقبولين, وبدأ الدوام …. وكان اليوم الأول … عقدت النية على أن يكون عملي خالصا لوجه الله أبتغي به رفع الجهل عن نفسي واللحاق بركب المتعلمين ثم الانطلاق …. رتبت حياتي لتتلاءم مع الوضع الجديد. يومان في الأسبوع خارج البيت في المعهد يسبقهما سفر طويل يستغرق ما يزيد على ثلاث ساعات جيئة ومثلها ذهابا, لم أجد من تقاسمني الطريق سوى والدتي التي كانت تصحبني كل أسبوع إلى أعزاز وهدفها تلبية رغبتي وثانيها أن لا أكون لوحدي فجزاها الله عني خير الجزاء.

بدأ الدوام واستلمنا الكتب ودخلت جوا لم أعرفه من قبل طالبات من كل مكان من سوريا لهجات وعادات لم أسمع بها وأساتذة أفاضل أتعرف عليهم وأجلس أمامهم على مقاعد الدراسة ….. كان التعب الشديد يزول فور الجلوس على مقاعد الدراسة وقد كنت أنتظر يوم الجمعة بفارغ الصبر.

وانتهت السنة الأولى والثانية وها أنا على أبواب التخرج …. مرت الأيام أسرع مما توقعت، وفي كل يوم يزداد إصراري على المضي قدما في طريق العلم.

من المعالم الفارقة في حياتي في المعهد اختياري عضوا في الفريق الطلابي حيث استفدت كثيرا من الملاحظات التي كانت تقدم لي وكانت تجربة رائعة بامتياز.

أصبح لدي فكر جديد ونظرة أوسع للحياة وهدف أسمى ..

وأخيرا.. أوصيكم بما أوصاني به أساتذتي في معهد مكة المكرمة بتقوى الله والمداومة على طلب العلم الشرعي والعمل به .. فكمال الإنسان بهمة ترقيه، وعلم يبصره ويهديه.

وأسأله تعالى أن يجعل لنا ملتقى مع النبي المكيّ سيد الدعاة عليه الصلاة والسلام في جنات النعيم .

أفخر أنني سأكون خريجة من معهد مكة

شيماء الأحمد طالبة في معهد مكة المكرمة – فرع أعزاز – مدينة الباب – محافظة حلب

تغير الأحكام في الشريعة الإسلامية
عمادة معهد مكة المكرمة للعلوم الشرعية تعقد اجتماعا مع مديري الفروع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Close
Close سلتي
Close المفضلة
Recently Viewed Close

Close
Navigation
Categories