بقلم: محرر الموقع
لمّا كان طريق النور يبدأ بالقلم كان أول ما نزل من البيان القرآني قوله تعالى: ﴿اقرأ وربك الأكرم، الذي علم بالقلم﴾
ولمّا كان العلم في الدِّين أشرف العلوم لشرف موضوعه كان طلبه نوعاً من الجهاد فقال تعالى: ﴿فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين﴾
انطلاقاً من ذلك وفي مدينة الباب السورية (والتي تقع شمال مدينة حلب) أشرقت شمس معهد مكة لتضيء الدرب للسالكين وتنير البصيرة السائرين بغية قطف الثمار التي تمثلت بذلك الشعار الذي أطلقه المعهد: (جيل يبني أمة) ليكون واقعا في الأرض أيضا.
ولذلك ونظراً لحاجة المنطقة المحررة إلى مزيد من الجهد في ميدان التعليم وفتح السبل أمام طلاب العلم الشريف افتتح فرع المعهد في مدينة الباب التي لها مكانتها وأهميتها…
مدينة الباب التي تلقب بالأزهر الصغير لكثرة مساجدها وطلاب العلم فيها وكونها مدينة محافظة بعادات أهلها وحشمتهم مرَّ عليها وخرج منها كبار العلماء والصالحين، فجاء معهد مكة محطةً تواكبُ وتتابع المَسِيرة العِلمية في هذه المدينة، بعد أنْ تخلصت مِنْ حُكم الاستبداد والإجرام الطائفي ومِنْ أذى الغلاة ممن أحدثوا تشويها في المفاهيم الدينية.
ونحن نطمع في افتتاح هذا الفرع أنْ يكون نواة في نشر العلوم الشرعية منطلقة من الكتاب العظيم والسنة الصحيحة، وفق منهج علمي كما تلقاه العلماء كابرا عن كابر متصلا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
وفق منهج العلماء الربانيين من أهل السنة من غير إفراط ولا تفريط ومن غير غلو ولا تمييع.
هذا، وقد كانت انطلاقة فرع المعهد في الباب لعام 2021 متميزة بالإقبال الكبير من الطلاب والطالبات الباحثين عن المحتوى العلمي والبناء المعرفي والمهاري وتجلى ذلك عند اعلان التسجيل في المعهد إلى انطلاقة العام الدراسي للعام ٢٠٢١م.
وقد تقدم أكثر من مئة من الراغبين بالانضمام لمقاعد الدراسة من الطلاب والطالبات من منطقة الباب وريفها للتسجيل وأُجريت مقابلة للمتقدمين ومن ثم صدر بيان بأسماء المقبولين بما يناسب المعايير العلمية المتبعة في المعهد، مراعين ما يمكن استيعابه من العدد.
هذا، وإنه يشرف على التدريس في فرع الباب كادر متميز من المتخصصين في علوم الشريعة واللغة العربية والعلوم التربوية من حملة الماجستير والدكتوراه. منهم: الشيخ المقرئ محمد أيمن بطحيش، والشيخ محمد بلال الأبرش، والشيخ أحمد الحامد.
ويدير المعهد الشيخ محمد حاج عبود وهو ابن المدينة البار وأحد الدعاة والمؤثرين في المدينة وممن تلقى العلوم الشرعية في جامعة دمشق وعن كبار العلماء منهم الشيخ المربي زكريا المسعود والشيخ المجاهد أسامة الرفاعي والشيخ المحدث نور الدين عتر.
كما يشترط المعهد على الطالب نسبة من الدوام لا تقل عن (70 %) في كل مادة، لأن التلقي عن العلماء والأخذ عنهم هو الأصل في الصناعة العلمية والبناء المعرفي. والحمد لله أولاً وآخراً