أقام معهد مكة المكرمة للعلوم الشرعية الملتقى التشاوري الأول لإحياء اللغة العربية في المجتمع، بعنوان لغتنا العالية بين الواقع والمأمول، في ولاية شانلي أورفا التركية في دائرة الإفتاء، وذلك بتاريخ 27/ رمضان /1440هـ الموافق 1/ حزيران /2019م، وحضر الملتقى 40 شخصا من معلمي اللغة العربية والمشتغلين فيها، واستضاف الملتقى عددا من المختصين:
-
الدكتور عبد البديع النيرباني، محاضر في جامعة مرعش ومدرس في أكاديمية مكة المكرمة.
-
الأستاذ أنس عزت آغا، مدرس في أكاديمية مكة المكرمة في فرعي عنتاب وكيليس.
-
الأستاذ حسن تورغوت، مدرس اللغة العربية في دائرة الإفتاء التركية في ولاية أورفا.
-
ومقدم الملتقى الأستاذ أسامة العاروني. الذي افتتح الملتقى بكلمة عن أهمية ومكانة اللغة العربية.
ثمّ قدّم الأستاذ حسن تورغوت كلمة عن أهمية اللغة العربية التي هي لغة القرآن الكريم، وأنَّ الله سبحانه وتعالى اختار اللغة العربية لكلامه، والنبي صلى الله عليه وسلم عربي، وبين أيضًا أن اللغة العربية هي لغة التراث الإسلامي على مدى أكثر من 1400 سنة.
وأضاف أنَّ اللغة العربية هي صلة الوصل بين البلدان الإسلامية من المشرق إلى المغرب وأن أعداء الإسلام يحاربون العربية لقطع روابط الأخوة الإسلامية.
ثم ركز على ضرورة تعلمها وتعليمها لحاجة المسلم إليها وخاصة للناطقين بغيرها، وبالتحديد للمرحلة المتوسطة والثانوية في مدارس إمام خطيب.
تلاه في الكلمة الثانية الدكتور عبد البديع النيرباني الذي بين أنَّ المجتمع فئتان: أطفال وكبار، وأكد على ضرورة التركيز على الأطفال السوريين في تركيا والعناية بهم لأنهم يتعلمون الآن بغير لغتهم الأم.
ثم تطرق إلى ذكر الحلول وذلك على صعيدين: الأسرة، المنظمات والمؤسسات.
-
فعلى صعيد الأسرة ذكر بعضا من الحلول :
-
عرض برامج الرسوم المتحركة ذات المضمون المفيد والتي تتكلم بالفصيحة.
-
حكايات ما قبل النوم التي يتأثر بها الطفل لا شعوريًا فهي تمده بمادة دسمة.
-
قراءة الكتب ولاسيما القصصية فهي أسهل الطرق لتعلم العربية الفصيحة.
-
أن يجد الطفل حوله من يدفعه إلى الكلام بالعربية الصحيحة.
-
وأما على صعيد المنظمات: فمن خلال مشروعين بعيد وقريب:
-
البعيد: من خلال إنشاء تعليم باللغة العربية يوازي لما يتعلمه الطالب في المدرسة التركية.
-
القريب: من خلال تنمية ملكة القراءة لدى الأطفال عن طريق أنشطة كثيرة، منها مسابقات الكتاب ويُقرر عليهم امتحان شفوي أو تحرير.
وشدد على ضرورة وجود أرضية جيدة لأساليب العربية عند الطالب أولًا، ثم يأتي بعد ذلك عرض لقواعد النحو.
وجاءت الكلمة الثالثة كانت للأستاذ أنس عزت الذي بين أن اللغة العربية اختارها الله سبحانه وتعالى لتكون ناقلة لأعظم رسالة، وأنَّها محفوظة بحفظ القرآن الكريم، وحفظ القرآن يستلزم حفظ الوعاء الذي أتى به، وهو اللغة العربية، كما بين أن اللغة العربية لغة عالمية لأنها لغة القرآن الكريم.
ثم تطرق إلى ذكر المشاكل والمخاطر التي تعاني منها اللغة العربية، وذكر المشاكل التي تكون في المدرسة، ومنها:
-
مشكلة صناعة المعلم: كثير من المعلمين يكاد يكون مستواهم متقاربًا علمياً مع الطلاب، فعلى المعلم أن يكون على دراية كافية بالعربية.
-
التعليم بالعاميّة: بعض المعلمين في درس اللغة العربية يتحدث العامية بدل الحديث باللغة العربية الفصيحة!.
-
الابتداء بالقواعد: فالمناهج تبدأ بتعليم القواعد والنحو قبل تغذية الأطفال بالمفردات والتراكيب والنصوص العربية، فلا بد من استبعاد القواعد ابتداءً، حتى يتعلم الطفل المفردات والتراكيب ثم تأتي مرحلة تعليم القواعد.
-
ثم تحدث عن بعض الحلول، ومنها:
-
أن يعلم المدرس أنَّ المسؤولية التي تقع على عاتقه هي مسؤولية عظيمة فهي لغة القرآن، ولا بد من الاعتناء بها.
-
غرس حب اللغة العربية في نفس الطالب.
-
تعليم اللغة العربية باللغة العربية الفصيحة واجتناب العامية.
-
إقامة محاضرات دورية للتعريف بخصائص اللغة العربية.
-
إقامة مشاريع علمية تعتمد على التدرج في تعليم العربية، وعدم الابتداء بالقواعد.
وبعد كلمة الأستاذ أنس، أُتيحت فقرة المداخلات من الحضور، ومنها:
-
الشيخ محمد الحامدي: واقترح من الحلول جعل الطالب يكتشف أخطاءه تحت إشراف معلم، والاستفادة من الإنشاد لتقوية اللغة العربية الفصيحة لدى الطالب.
-
الأستاذ عبد الحليم الهندي: اقترح من الحلول في الجانب الأسري تخصيص وقت للتكلم بالعربية الفصيحة، وركز على أهمية غرس حب اللغة العربية في نفوس الطلاب.
-
الآنسة عائشة الشيحان: اقترحت وجود مكتبة، وحضور دوري لمعلمي اللغة العربية والاستفادة منهم.
-
الأستاذ زهير الظلي: ذكر ضرورة ربط العامية بالفصحى والتقريب بينهما.
-
الأستاذ وائل الآغا: بيَّن ضرورة إعادة تأهيل الأسر، والتركيز على الأطفال.
-
الآنسة نجاة حايك: بيَّنت افتقاد مراكز البحث العلمي. وضرورة سد هذا الجانب.
-
الأستاذ خالد محمد: وطلب تحديد خطوات عمليّة من خلال الملتقى من أجل اللغة العربية؟
-
وفي نهاية الملتقى تقدمت إدارة معهد مكة المكرمة في مدينة أورفا متمثلة بالأستاذ عبد الحميد الأفندي بالشكر الجزيل للضيوف المشاركين ومقدم الملتقى والحضور الكريم على اهتمامهم وتفاعلهم.
وبيَّن الأستاذ عبد الحميد أنه نظرًا لأهمية الموضوع وضيق الوقت، فقد تم إنشاء استبانة الكترونية تضم عشرة أسئلة، عممت على كل منصات التواصل الاجتماعي في أورفا وخارجها للإفادة من آراء وأفكار ومقترحات المتخصصين والمهتمين، وبقي الرابط متاحًا حتى تاريخ يوم الخميس 6/6/2019م. وقد وصل عدد المشاركين بالاستبانة إلى 220 شخصاً.
وسيتابع العمل من خلال ورشة خاصة مع المتخصصين لإنضاج الأفكار وتخطيط المشاريع التي يستفاد منها وبما يحقق النفع والفائدة لطلابنا وأبنائنا.
نسال الله لكم التوفيق…….. مشروع رأئع يستحق الوقوف عنده والعمل على إحياءه
بعد الملتقى سيكون هناك ورشات عمل…ولقاءات مع شخصيات ومؤسسات لتفعيل مشاريع لإحياء اللغة العربية…إن شاء الله…