بقلم : الطالب محمد زياد قاسمو
مواليدي 1970 محافظة حماه – منطقة الغاب -قرية السرمانية .
درست الابتدائية والإعدادية في مدرسة القرية أما الثانوية فكانت في جسر الشغور واللاذقية.
في الصف الرابع الابتدائي كان هناك درس تعبير بعنوان رجل المستقبل ..كان الدرس عبارة عن صفحة فيها صور لطبيب ومعلم ومهندس وجندي ..وقالت المعلمه لكل واحد منا ماذا تريد أن تصبح في بالمستقبل ..كان جوابي : جندي لظني أن الجندي يدافع عن أهله وأرضه وطنه ودينه ..واستمر هذا الظن حتى العام 1988 عندما أصبحت طالبًا ضابطًا في الكلية البحرية لأتخرج منها ضابطًا بحريًا في العام 1991 وحتى العام 2012 الذي انشققت فيه من الجيش لالتحق بالثورة ..ولجأت إلى تركيا وكانت إقامتي في مخيم يسمى مخيم الضباط
باختصار هو كان كبقية المخيمات من حيث الأمراض التي أصابت قاطنيها وهنا طبعًا لا أعني أمراض الجسد إنما الامراض التي جعلت كلاً منا مجرد رجل آلي مبرمج على روتين ممل قاتل .. أمراض حولتنا إلى أرقام ..
أحاديث يومية مكررة لسنوات تحمل في طياتها النميمة والنقد غير البناء للآخرين .. أحاديث لا تسمن ولا تغني من جوع ..حتى وفقنا الله بأن سنحت لنا فرصة الدراسة بمعهد مكة الذي افتتح له فرع في مخيمنا .. في الحقيقة لم يكن لدي طموح أو هدف للاستفادة من شهادته وإنما كان الهدف تعلم أمور ديني وقتل الفراغ الذي كنا نعاني منه وملأه بما هو مفيد وهنا حدث التغيير الإيجابي في حياتي .. تغير الأصدقاء ..تغيرت طبيعة الأحاديث والنقاشات.. أصبحنا نتناقش بمواد ندرسها ..وفيما. بعد أصبح لدي افق ووعي بالعلم الشرعي وإن لم يرقى إلى ما كنت أطمح له ..
كنت أتمنى أن استمر بهذه الدراسة إلا أن متطلبات الحياة والسعي وراء لقمة العيش شكلت عائقًا وراء ذلك ..
تمنياتي للجميع بالتوفيق والنجاح
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
محمد زياد قاسمو