مع إشراقةِ الفجر، متحصِّنًا بأذكار الصباح بعد أداءِ الصلاة يبدأُ متوكلًا على خالقِ الأكوان برسم مخططِ يومه في مخيلته، تتشابكُ المهامُ والالتزامات.. الصعب منها والسهل.
تتوالى ساعاتُ اليوم فيؤون الأوان المخصص للدراسة وأي دراسة ؟
إنها العلوم الشرعية ميراث النبيﷺ فيتنقَّل بين بساتينها ويقطف أزهارها، ويسير على نهجها مهتديًا بهديها، فبين القرآن الكريم وعلومه، والفقه وأصوله وفروعه، والعقيدة وأركانها إلى حديث خاتم النبيين ﷺ وسيرته، مارًّا بربوع العربية وأسرارها.
يدرك حينئذٍ جلالَ قدر هذه العلوم وضرورة التمعُّن بها والتعرف عليها وأهميتها، وأهمية كونها دستور حياته كمسلم، وتلبيتها احتياجات شتى مجالات تعاملاته وعباداته.
ترافقه البركة، وتتمدَّد شمس اليوم بنور العلم، تضع الملائكة أجنحتها له رضًا بما يفعل..
يسيل حبرُ قلمه منيرًا حواشيَ كتبِهِ ليبنيَ بداخله مسلمًا ذاق فعرف، وعرف فاغترف، وسار فاهتدى وما انحرف..جدّ فاجتهد ونال الرفعة والشرف..
تنقضي الساعات وتدور الأيام..تراه شغوفًا للاستزادة من هذا الكنز الذي اختاره له مالك الملك وأي كنز هو!
حلاوة طلب العلم لا تضاهيها حلاوة
والأنس في طلب العلم لا مثيل له
تطيبُ النفس وتسمو الروح ويهونُ كلُّ عسير ..
فيا باغي الخير أقبل لتكون وارثًا للهداةِ المهديين، حلقةً في سلسلةِ الصالحين المصلحين تاركًا أثرًا في الحياة وبعد الممات يكونُ لكَ زادًا يوم يقومُ الأشهاد بين يدي رب العباد.
وفقنا الله وإياكم لكل خير.